ـ 1 ـ
ريشةٌ منكِ أنا والريحُ يُحصي همْسُها
حبّاتِ عُمْري
يا عُقابُ.
كنتُ أنمو وأرى الغُرْبانَ تهوي
والسما تختار شوقا صافيَ اللون
ويلْقاكِ الندى والاقترابُ.
ـ 2 ـ
والتقطتُ الركْضَ لكني بلا بدءٍ ولا خَتْمٍ
كأن الأرض لم يلثم يديْها العَدُّ
إلا أنها في القلب لا تنقُصني منها البقيةْ.
والتقطتُ الركض لكني بلا كيسِ وداعٍ
لكأن الأرض إذ تُرسلني منها إليها
تتبدَّى لي كلاما ليس فيه
قطرةُ الشك الخفيةْ.
* * *
قالتِ: انهضْ وامتلئْ مَدًّا على مهْل
وجَزْرًا. كنْ صديقَا
لقصيدٍ تسكن الأجيالُ فيه
عَرْفَ طِيبٍ ورحيقَا.
رايةٌ لا شمعةٌ تلك التي
بالعَرَقِ الماسيّ حَلَّتْها الأماني
فليهبَّ الليلُ أنّى شاءَ
لن تزداد إلا خفقانا وبريقَا.
ـ 3 ـ
لستُ أدري
كم تبقّى في الثواني من هُيامي وبُكوري.
لستُ أدري
هل أراني فيكِ بَعْدي يا بلادي
من كُوى صمتي الأخيرِ؟
لا تحومي كلَّ يومٍ حول أبراج المراثي
واتركيني عند حقلٍ أو غديرِ
ريشةً قد سقطتْ عن جِلْدِ نُورِ،
ولْتطيري يا عُقابا حُرّةً
للشمس طِيري.